آينشتاين و الدماغ ؟


هل فعلا نكتفي باستخدام 10% من أدمغتنا ؟
وهل آينشتاين ذكر هذه المعلومة الأمر لم يقف عند آينشتاين, فبعض علماء النفس ، وكذلك المدربون يستخدمون هذه المعلومة – بالخطأ – للتحفيز, بالإشارة لأننا نملك طاقةً كامنةً يمكن أن نصبح أكثر ذكاءً باستخدامها لتعلم مهارات ولغات وحل مشكلات معقدة أخرى ..
 
موقع (هافينجتون بوست عربي) فند هذه المغالطة من خلال هذا التقرير الرائع :
لخّص الكاتب الأميركي توماس لويل هذه الفكرة في مقدمة ديل كارنيجي “كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس”، وذلك بإضافة نسبة مئوية محددة زوراً، “البروفيسور ويليام جايمس من جامعة هارفارد كان يقول إن الرجل المتوسط يطوّر 10% فقط من قدراته العقلية الكامنة”.
ورغم أن جايمس كان يتكلم عن الإمكانات غير المستغلة، فإن عدداً من معلمي التفكير الإيجابي حوّر “10% من إمكاناتنا” إلى “10% من الدماغ”.
تبدو هذه الخرافة واهيةً لأن الدماغ يحتوي خلايا عصبية متصلة بالنخاع الشوكي وأعضاء الجسم الحسية والحركية، ولو افترضنا أن 90% من الدماغ غير مستخدم، فهذا معناه أننا لو استأصلنا جزءاً منه فإن الإنسان لن يتأثر، وهو عكس ما يحدث في الواقع إذ تؤكد الأدلة العلمية باستخدام الرنين المغناطيسي والأشعة المقطعية أن الإنسان يستخدم 100% من دماغه على مدار اليوم الكامل حتى خلال النوم إذ يبقى جزءٌ من الدماغ نشطاً لاستمرار الوظائف الحيوية التي لا تتوقف أثناء النوم.
 
بين الخرافة والحقيقة:
 
لم يعثر العلماء على أي جزء غير نشط أو غير مستخدم في الدماغ رغم أن بعض الأجزاء لا تزال وظيفتها غامضة أو غير مؤكدة، والواقع أنّ توقف استخدام جزء من الدماغ يؤدي لأضرار واضطرابات لا يمكن معالجة كثير منها.
رغم أن العلماء لم يستطيعوا تتبع مصدر هذه الخرافة الأشهر حول الدماغ، فإن أحد الأبحاث العلمية المنشورة في عشرينيات القرن الماضي تدعم هذه الخرافة بعد أن لاحظت التجربة أن فئران التجارب يمكن أن تؤدي مهام متعددة بعد إزالة جزء كبير من القشرة الدماغية، وهذا تحديداً ما يجعل جراحي المخ والأعصاب حذرين جداً عند استئصال ورم دماغي حتى لا تتعرض الأجزاء الأساسية من الدماغ لتلف يؤثر على وظائف الجسم الحيوية.
 
نكتشف للدماغ في الوقت الحاضر إمكانيات جديدة كل يوم؛ وما نعرفه هو أنه الجهاز الذي يجعلنا بشراً. وبواسطته يمكن للإنسان التمييز والإحساس مثل الرؤية والشم والسمع والتذوق؛ والتفكير، وإعطاء الناس القدرة على الإبداع الفني، واللغة، والكلام وتكوين جمل، والأحكام الأخلاقية، والتفكير العقلاني. كما أنه مسؤول عن شخصية كل فرد، وذكرياته، والحركات، وكيف نشعر بالعالم.
وربما يتم ترويج هذه الخرافة لأنها تكون في صالح مدربي التنمية الذاتية والبشرية الذين يبيعون الأوهام للناس بالقول أن الناجحين هم أشخاص عاديون، لكنهم يستفيدون من قدراتهم الذهنية الكامنة (90% غير المستخدمة)، وهو ما يعزّز الكسل والعجز ويضعف الطموح والهمة التي هي سر النجاح الحقيقي.
 
لكن هذه المغالطة الشائعة محض خرافة، إذ يشير العلماء إلى أن تعطل جزء صغير من الدماغ بسبب جلطة أو سكتة دماغية مثلاً سيؤدي فوراً لإعاقات خطيرة ومشكلات عصبية وربما الشلل.
 
حقيقة عبقرية الدماغ البشري:
 
يؤكد العلماء أيضاً أن الدماغ الأكبر لا يجعل الشخص أكثر ذكاءً؛ والدليل على ذلك مثلاً هو دماغ الحشرات الذكية، والحيتان التي تمتلك أدمغة كبيرة ليست أكثر ذكاءً من الإنسان الذي يحتوي دماغه على حوالي 100 مليار خلية عصبية حسب تقديرات علمية شائعة رغم أنه لا يمكن الجزم بدقة الرقم.
وفي سياق المغالطات الشائعة حول الدماغ، فإن العلماء يؤكدون أننا لا نستخدم جانباً من الدماغ أكثر من الآخر كما يقول خبراء التنمية البشرية الذي يخصصون أحد جانبي الدماغ للمنطق والتحليل والآخر للإبداع والفن، وهو ما لم تثبته الدراسات العلمية الجادة.
وأيضاً نحن لا نمتلك 5 حواس أو 6 فقط كما هو شائع، بل هناك حواس أخرى كثيرة مثل شعورنا بالحرارة وحركة الجسم والاتزان والألم والدماغ – حسب ويكيبيديا – هو كتلة من الدهون والبروتينات وزنها حوالي 3 رطل (1.4 كيلوغرام). وهو، مع ذلك، واحد من أكبر أجهزة الجسم، ويتألف من خلايا عصبية يبلغ عددها نحو 100 مليار خلية متصلة ببعضها البعض عن طريق نحو 100.000 مليار تشابك عصبي Synapse.
 
 

بعض الخلايا العصبية يقوم بتخزين المعلومات، وهي لا تعمل فقط في تلقي المعلومات من رؤية وسمع وشم وغيرها وربطها ببعضها البعض، بل تعمل أيضاً في تنظيم الأفكار، وتنسيق الإجراءات الفعلية للغاية، بل هي تقوم في نفس الوقت بتنظيم العمليات الحيوية للجسم اللاواعية مثل تنظيم دقات القلب وعملية التنفس والهضم. ويمكنها تخزين معلومات بمقدار ما يقارب 10^79 من المعلومات.