أحمد زويل.. صاحب نوبل للكيمياء

أحمد زويل، عالم مصري شهير حاصل على الجنسية الأميركية، فاز بجائزة نوبل للكيمياء لابتكاراته في مجال كيمياء "الفيمتو" كما نال جوائز عديدة في مدن العالم المختلفة، عمل في أرقى الجامعات الأميركية، وكان من مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون العلوم والتكنولوجيا، منح  جائزة وولف الإسرائيلية في الكيمياء عام 1993. 

المولد والنشأة
أبصر أحمد زويل النور بمدينة دمنهور بمحافظة البحيرة (منطقة الدلتا شمال مصر) يوم 26 فبراير/شباط 1946.
تزوج العالم المصري الراحل من ديما الفحام ولديه معها أربعة أبناء.
 
الدراسة والتكوين
تلقى زويل تعليمه بمصر حتى المرحلة الجامعية، وحصل على شهادة البكالوريوس في العلوم بامتياز مع مرتبة الشرف عام 1967 بجامعة الإسكندرية، وعمل معيدا بالجامعة، ثم انتقل إلى الولايات المتحدة الأميركية لمواصلة دراسته بعد أن حصل على منحة دراسية، حيث نال شهادة الدكتوراه من جامعة بنسلفانيا في علوم الليزر.
 
التجربة العلمية
عمل أحمد زويل بجامعة كالتك، وهي من أكبر الجامعات العلمية بالولايات المتحدة، وأصبح أستاذا رئيسيا لعلم الكيمياء بها، وهو يعد أعلى منصب علمي جامعي بأميركا، وذلك خلفا للينوس باولنغ الذي حصل على جائزة نوبل مرتين الأولى في الكيمياء والثانية في السلام العالمي.
نشر زويل أكثر من 350 بحثا علميا في المجلات المتخصصة، وورد اسمه في قائمة الشرف بالولايات المتحدة التي تضم أسماء الشخصيات التي ساهمت في النهضة الأميركية.
كما حل تاسعا من بين 29 شخصية باعتباره أهم علماء الليزر بالولايات المتحدة، علما بأن هذه اللائحة تضم كلا من ألبرت أينشتاين وألكسندر غراهام بيل.
اختير زويل عام 2009 ضمن مجلس مستشاري الرئيس الأميركي للعلوم والتكنولوجيا، ويضم المجلس عشرين عالما مرموقا في مجالات علمية مختلفة.
فاز زويل بجائزة نوبل للكيمياء عام 1999 كأول عربي مسلم يفوز بهذه الجائزة، وذلك لأبحاثه في مجال كيمياء "الفيمتو" حيث ابتكر نظام تصوير سريعا للغاية يعمل باستخدام الليزر له القدرة على رصد حركة الجزيئات عند نشوئها وعند التحام بعضها ببعض، والوحدة الزمنية التي تلتقط فيها الصورة هي فيمتو ثانية، وهو جزء من مليون مليار جزء من الثانية.
قال في تصريح له "إذا كان بالإمكان فهم مشهد التغيير الكيميائي أو البيولوجي، فربما تكون قادرا على تغيير المشهد القائم".
يرى العالم العربي الفقيد أن "أهم عامل لنجاح الأمم هو الطاقة البشرية، وأن العلم والمعرفة ليس لهما أي بلد" وشدد على أن العلم هدفه تحسين النوع البشري.
عاش زويل أحداث ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011 التي أطاحت بمحمد حسني مبارك، ونفى سعيه للترشح لرئاسة البلاد، وجدد مساعيه لإنشاء مشروع علمي يحمل اسمه تمثل في إنشاء جامعة على مستوى عالمي بمدينة 6 أكتوبر أسماها "مشروع زويل القومي للعلوم والتكنولوجيا".
أعلن العالم المصري عام 2013 إصابته بورم سرطاني في النخاع الشوكي، وتحدث في وقت لاحق عن شفائه منه.
 
الجوائز والأوسمة
إلى جانب جائزة نوبل، حصد زويل العديد من الجوائز والنياشين العالمية نظير جهوده العلمية، منها جائزة ماكس بلانك وهي الجائزة الأولى في ألمانيا، وجائزة وولش الأميركية، وجائزة هاريون الأميركية.
ونال أيضا جائزة الملك فيصل العالمية في العلوم، وجائزة الامتياز باسم ليوناردو دافنشي.
كما حصل زويل على شواهد دكتوراه فخرية من جامعات متعددة، وكرمته سلطنة عمان بمنحه جائزة السلطان قابوس في العلوم والفيزياء.
ومنحته فرنسا وسام جوقة الشرف الوطني برتبة فارس.
وانتخبته الأكاديمية البابوية ليصبح عضوا بها ويحصل على وسامها الذهبي عام 2000، ونال أيضا قلادة بريستلي أرفع وسام أميركي في الكيمياء عام 2011.
وفي مصر، نال زويل وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى، وقلادة النيل العظمى وهى أعلى وسام مصري، كما أطلق اسمه على بعض الشوارع والميادين، وأصدرت هيئة البريد المصري طابعي بريد باسمه وصورته، وتم إطلاق اسمه على صالون الأوبرا المصرية.
وكان عضوا منتخبا في عدد من الجمعيات والأكاديميات العلمية ومن بينها جمعية الفلسفة الأميركية، والأكاديمية الوطنية للعلوم، والجمعية الملكية في لندن، والأكاديمية الفرنسية، والأكاديمية الروسية، والأكاديمية الصينية، والأكاديمية السويدية.
ورشحه بان كي مون الأمين العام لـالأمم المتحدة لعضوية المجلس الاستشاري العلمي للمنظمة الدولية والذي يقدم المشورة في مجال العلم والتكنولوجيا والابتكار من أجل تحقيق التنمية المستدامة.
انتقد البعض زويل لما اعتبروه دعمه لنظام عبد الفتاح السيسي، حيث سبق أن نشر مقالا بصحيفة أميركية دعا فيه إلى عدم قطع المساعدات الأميركية عن مصر، والعمل بالمقابل على دعم نظام السيسي وذلك حفاظا على السلام والأمن بمنطقة الشرق الأوسط.
كما انتُقد لقبوله جائزة وولف الإسرائيلية في الكيمياء عام 1993. 
 
المؤلفات
بالإضافة إلى أبحاثه في مجال تخصصه، ألف العالم الراحل كتبا من بينها "عصر العلم، رحلة عبر الزمن.. الطريق إلى نوبل".
 
الوفاة
توفي أحمد زويل الثلاثاء 2 أغسطس/آب 2016، ونعاه الكثيرون داخل مصر وخارجها، وقال شريف فؤاد المتحدث الإعلامي باسم هذا العالم للتلفزيون المصري الرسمي "زوجته أبلغتنا الآن أن وصية الدكتور أن ينقل جثمانه ويوارى الثرى في مصر".
وقد نعته السفارة الإسرائيلية بالقاهرة في بيان لها أشاد بزويل وإنجازاته.

غازي القصيبي

غازي القصيبي
غازي القصيبي أديب ودبلوماسي ووزير سعودي؛ عُرف على نطاق واسع بثراء تجربته الوظيفية والأدبية والفكرية حيث شغل العديد من المناصب السامية، وأصدر عشرات الكتب في مجالات الأدب والتنمية والسياسة والدين. نشر قصيدة على الصفحة الأولى من صحيفة "الحياة" اللندنية بعنوان "الشهداء"، يثني فيها على الفدائية الفلسطينية آيات الأخرس.

المولد والنشأة
ولد غازي عبد الرحمن القصيبي يوم 2 مارس/آذار 1940 في مدينة الهفوف بمحافظة الأحساء شرقي السعودية.
عاش القصيبي طفولته في مدينة الهفوف وعانى من محنة عاطفية إثر وفاة والدته، ويقول إن جدته لأمه غمرته بالحنان في مقابل صرامة والده. وبعد أن قضى سنواته الأولى في الهفوف انتقل إلى العاصمة البحرينية المنامة ليتابع فيها دراسته.
 
الدراسة والتكوين
أكمل القصيبي دراسته المتوسطة والثانوية في البحرين، وسافر إلى مصر لينال من هناك درجة بكالوريوس في الحقوق من جامعة القاهرة.
كما حصل على درجة الماجستير في العلاقات الدولية من جامعة جنوب كاليفورنيا، وأكمل الدكتوراه في نفس التخصص من جامعة لندن في عام 1967.
 
الوظائف والمسؤوليات
بدأ القصيبي حياته العملية أستاذا مساعدا في كلية التجارة بجامعة الملك سعود في الرياض في عام 1965. وفي العالم 1971 عُين عميدا لكلية التجارة بالجامعة. كما عمل مستشارا قانونيا في مكاتب استشارية، وفي وزارتي الدفاع والطيران والمالية ومعهد الإدارة العامة.
في أوائل عام 1966 اعتمد الملك السعودي الراحل فيصل بن عبد العزيز القصيبي عضوا في لجنة السلام السعودية/اليمنية التي نصت عليها اتفاقية جدة لإنهاء الحرب الأهلية في اليمن. وفي 1973 عُين مديرا للمؤسسة العامة للسكك الحديدية، ثم وزيرا للصناعة في 1975.
وفي عام 1976 شغل القصيبي منصب وزير الكهرباء، وعين وزيرا للصحة عام 1982 وأعفي من منصبه عام 1984 بعد خلافات مع شخصيات نافذة، وفق روايته. وبعد شهر واحد من قرار الإعفاء من وزارة الصحة عُين سفيرا للسعودية في العاصمة البحرينية المنامة ثم سفيرا في لندن عام 1992.
وفي عام 2003 عاد لعضوية الحكومة وعين وزيرا للمياه والكهرباء، ثم وزيرا للعمل في 2005 وظل في هذا المنصب حتى وفاته.
 
التجربة الأدبية والفكرية
يعتبر القصيبي واحدا من أهم رواد المدرسة الرومانسية الأدبية في الخليج، لكن بعض النقاد يرون أنه زاوج بين الرومانسية والواقعية وأنه انفتح على الحداثة في أعماله الأدبية. كما حضرت قضايا الوطن والمرأة في الأعمال الأدبية للقصيبي.
بعد أن أصدر ديوانه "معركة بلا راية" عام 1970 دخل القصيبي في سجالات مع دعاة وعلماء. وقد طالب هؤلاء بتأديب القصيبي، مما جعل الملك فيصل بن عبد العزيز يشكل لجنة للنظر في مدى مخالفة الديوان للدين، لكن اللجنة توصلت إلى تبرئة القصيبي من هذه التهمة.
اشتهر القصيبي بمساندة القضايا العربية في إنتاجه الأدبي، إذ كتب قصيدة يمجد فيها العمليات الاستشهادية في فلسطين.
فبينما كان سفيرا سعوديا في لندن، نشر قصيدة على الصفحة الأولى من صحيفة "الحياة" بعنوان "الشهداء"، يثني فيها على آيات الأخرس (18 عاما، من مخيم الدهيشة للاجئين الفلسطينيين قرب مدينة بيت لحم) التي نفذت عملية استشهادية عام 2002 في سوق بالقدس الغربية، مما أسفر عن مقتل شخصين.
 
وجاء في قصيدة القصيبي:
قل لآيات يا عروس العوالي
كل حسن لمقلتيك الفداء
حين يخصى الفحول.. صفوة قومي
تتصدى للمجرم الحسناء
تلثم الموت وهي تضحك بشرا
ومن الموت يهرب الزعماء..
ويقول في مقطع آخر:
قل لمن دبج الفتاوى: رويدا
رب فتوى تضج منها السماء
حين يدعو الجهاد.. يصمت حبر
ويراع.. والكتب.. والفقهاء
حين يدعو الجهاد.. لا استفتاء
الفتاوى يومَ الجهاد.. الدماء
 
المؤلفات
رغم أن عددا من كتب القصيبي أحدثت ضجة عند صدورها فإن الروايات هي التي حظيت بالنصيب الأكبر من الضجيج والمنع من قبل الهيئات الرقابية داخل المملكة.
وفي المحصلة، كتب غازي القصيبي حوالي ستين مؤلَّفا في مختلف المجالات. ومن أبرزها في مجال الشعر دواوين: معركة بلا راية، وحديقة الغروب، وأشعار من جزائر اللؤلؤ، وللشهداء، وصوت من الخليج.
وفي الرواية كتب: شقة الحرية، والعصفورية، وسبعة، وهما، وسعادة السفير، ودنسكو، وسلمى، وأبو شلاخ البرمائي، والجنية.
وفي الفكر والدين والسياسة ألف كتبا من أهمها: التنمية، والأسئلة الكبرى، والغزو الثقافي، وأميركا والسعودية، وثورة في السنة النبوية، وحياة في الإدارة، وحتى لا تكون فتنة.
ويعتبر كتاب "حياة في الإدارة" أشهر ما نشر للقصيبي، وتناول فيه سيرته الوظيفية وتجربته الإدارية حتى تعيينه سفيراً في لندن.
 
الجوائز والأوسمة
حصل القصيبي على وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى، وفي عام 1992 مُنح وسام الكويت.
 
الوفاة
توفي غازي القصيبي يوم الأحد 15 أغسطس/آب 2010 بعد معاناة طويلة مع المرض.

المشاركات الشائعة

مشاركة مميزة

الفارابي فيلسوف المدينة الفاضلة : حياته و دراساته

من هو الفارابي و أين ولد ؟ الفيلسوف أبو ناصر الفارابي هو محمد بن محمد بن طرخان، و المعروف في الغرب باسم ألفرابيوس. ولد في ما يعرف الآن بكازا...